معهد تيودور بلهارس ينظم النسخة الثالثة عشرة من الملتقى المصري الفرنسي لأمراض الجهاز الهضمي والكبد.
تحت رعاية الأستاذ الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وفي إطار اتفاقية التعاون العلمي بين معهد تيودور بلهارس للأبحاث، ومستشفى بوجون، وجامعة باريس سيتيه، وكلية طب قصر العيني – جامعة القاهرة، نظّم المعهد اليوم الأحد الموافق 22 يونيو 2025، فعاليات الملتقى المصري الفرنسي الثالث عشر لأمراض الجهاز الهضمي والكبد (The 13th Egyptian French Scientific Meeting in Hepatogastroenterology)، بقاعة أحمد الجارم بمقر المعهد.
وفي كلمة له خلال الإفتتاح، صرح الأستاذ الدكتور أحمد عبد العزيز مدير معهد تيودور بلهارس للأبحاث، أن المشاركة في هذا الملتقى للعام الثالث عشر على التوالي وتنظيم هذه النسخة، يعكس حرص معهد تيودور بلهارس على أن يكون منصة علمية رائدة للتكامل البحثي والتدريب الطبي المتخصص، وواجهة دولية لتبادل الخبرات في أكثر التخصصات الطبية دقة وتأثيرًا على صحة الإنسان، وأكد سيادته على أهمية إستمرار المشاركة في الملتقى، ليس فقط كحدث سنوي، بل كمبادرة إستراتيجية ضمن خطة المعهد للتحول إلى مرجعية علمية إقليمية في طب الجهاز الهضمي والكبد.
وأضاف أن التعاون المصري الفرنسي أصبح نموذجًا ناجحًا يُحتذى به في مجال التعليم الطبي المستمر، وأن تحديث الممارسات الإكلينيكية والطبية لا يمكن أن يتحقق دون الإنفتاح على التجارب الدولية الرائدة، وهو ما يتجلى بوضوح في هذا الحدث العلمي المتميز.
واختتم تصريحه مؤكدًا أن المعهد يضع ضمن أولوياته تمكين الكوادر الطبية الشابة من الوصول لأحدث المعارف والأدوات التشخيصية والعلاجية، ويعمل على تفعيل برامج تدريب وتعاون دولي تخدم الرؤية الوطنية للنهوض بالخدمة الصحية وبمنظومة البحث العلمي في مصر.
قدم حفل الإفتتاح الأستاذ الدكتور أحمد الراعي أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث والمنسق العام للملتقى، وحضر كل من الأستاذ الدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية طب قصر العيني - جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور فيليب روسنييفسكي المنسق الفرنسي لإتفاقية التعاون، والأستاذ الدكتور كريم سعيد ملحق التعاون العلمي والجامعي بسفارة فرنسا في مصر. وقد ألقى كلٌ منهم كلمة خلال الحفل أكدوا فيها على أهمية هذا الملتقى كمنصة علمية فعالة لتبادل الخبرات الطبية والبحثية، وتعزيز آفاق التعاون بين المؤسسات الأكاديمية في مصر وفرنسا، بما ينعكس على تطوير مستوى التعليم الطبي والرعاية الصحية في مجالات أمراض الجهاز الهضمي والكبد.
ضم الملتقى مجموعة من المحاضرات المتخصصة قدمها كبار الأساتذة من فرنسا ومصر، تناولت محاور دقيقة ومتقدمة، من أبرزها: المايكروبيوم المعوي وعلاقته بأمراض الكبد المزمنة، التطورات الحديثة في علاج التهابات الكبد الفيروسية والمناعية، تشخيص وعلاج سرطان الكبد باستخدام أدوات متعددة التخصصات، دور المناظير الحديثة في التعامل مع الحالات المعقدة للجهاز الهضمي، وإستراتيجيات علاجية متقدمة لأمراض إلتهاب الأمعاء.
كما شمل البرنامج ثلاث جلسات تفاعلية لعرض ومناقشة حالات إكلينيكية مصرية وفرنسية، حيث تم تبادل وجهات النظر حول تشخيص وعلاج حالات نادرة ومعقدة، مما أتاح فرصة فريدة لدمج الجانب الأكاديمي مع الخبرات الواقعية.
ومن جانبه، أكد الأستاذ الدكتور أحمد الراعي منسق الملتقى أن هذا الحدث العلمي لم يعد مجرد ملتقى تقليدي، بل تحول إلى مساحة تفاعلية حقيقية بين نخبة من الخبراء الدوليين والمحليين، تُثري المحتوى العلمي وتُعزز التفكير النقدي والتحليلي لدى الأطباء والباحثين، وأضاف أن الملتقى تميز هذا العام بحضور مكثف من شباب الأطباء والمتدربين، الذين أبدوا تفاعلًا ملحوظًا خلال الجلسات الحوارية، مما يفتح آفاقًا جديدة نحو بناء جيل من الكوادر الطبية القادرة على دمج المنهجية البحثية مع الممارسة الإكلينيكية المتقدمة.
كما وجّه سيادته الشكر للسادة أعضاء اللجنة المنظمة للملتقى والتي ضمت كلاً من د. فيليب روسنييفسكي، د. محمد سعيد، د. أيمن فؤاد، د. علاء عوض، د. ماجد الغنّام، د. هبة خليل، د. هشام المليجي، د. صفية سمير، على ما بذلوه من جهد كبير في التحضير لهذا الحدث العلمي الهام، مشيدًا بحرصهم على دقة التنظيم وجودة المحتوى العلمي، مما كان له بالغ الأثر في نجاح فعاليات الملتقى. وقد أكد على أن هذا الجهد التعاوني يعكس الروح الأكاديمية الراقية التي تجمع بين الخبرة المصرية والفرنسية، ويُرسّخ من قدرة معهد تيودور بلهارس على تنظيم فعاليات دولية بمعايير علمية وتنظيمية متميزة.
وفي ختام الملتقى، تم التأكيد على ضرورة إستثمار ما تحقق من تواصل وتعاون علمي خلال فعالياته، من خلال العمل على توسيع نطاق الشراكات الأكاديمية والبحثية بين المؤسسات المشاركة، بما يشمل تبادل الباحثين والإنخراط في مشاريع علمية متعددة الجنسيات. والإشارة لأهمية إطلاق برامج تدريب إكلينيكي مشتركة للأطباء الشبان بين معهد تيودور بلهارس ومستشفيات باريس المتخصصة، والعمل على توثيق الحالات المعقدة والنادرة بما يتيح إستخدامها في أغراض التعليم والبحث العلمي. وتم كذلك التشجيع على تكرار الجلسات التفاعلية بين الفرق الطبية من البلدين عبر لقاءات إفتراضية دورية، تسهم في تعزيز إستمرارية التعلم الطبي المشترك وتبادل الخبرات العملية.
يأتي هذا الملتقى تأكيدًا على الدور الريادي لمعهد تيودور بلهارس للأبحاث في ربط البحث العلمي بالتطبيق الإكلينيكي، وفتح نوافذ التعاون الدولي أمام الكفاءات الطبية المصرية، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية وتعزيز مكانة مصر في المحافل العلمية العالمية.
