التغذية المدرسية.. خطوة نحو المستقبل": محاضرة علمية في معهد تيودور بلهارس للأبحاث لتأهيل جيل جديد صحي ومنتج.
في ضوء إهتمام الدولة المتزايد ببناء الإنسان المصري وتعزيز مقومات الصحة العامة، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد عبد العزيز مدير معهد تيودور بلهارس للأبحاث ورئيس مجلس الإدارة، نظمت وحدة التغذية العلاجية بالمعهد محاضرة علمية توعوية بعنوان: "التغذية المثلى في سن المدرسة: نحو جيل أكثر صحة وإنتاجية"، تهدف إلى توضيح أهمية التغذية السليمة للأطفال في المرحلة المدرسية، ودورها الحيوي في تعزيز النمو الجسدي والعقلي وتحقيق أفضل أداء تعليمي وسلوكي. والتي تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات العلمية التي تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية الغذاء الصحي، خاصة في المراحل العمرية الحرجة.
شارك في تقديم المحاضرة نخبة من السادة الأطباء أعضاء وحدة التغذية العلاجية بالمعهد، وهم د. مروة عبد الغني محمد باحث مساعد الصحة العامة ونائب مدير الوحدة، ود. نهى محمد عبد الرحمن باحث مساعد المناعة، ود. إنجي محسن عبد المنعم باحث مساعد المناعة. وقد تميز العرض بأسلوب علمي مبسط مدعوم بالأمثلة الواقعية والبيانات الحديثة.
افتتحت المحاضرة بالتأكيد على أن صحة الطفل تبدأ من طبقه الغذائي اليومي، وأن السنوات الأولى من عمر الطفل وخاصة فترة المدرسة، تعد نافذة ذهبية لبناء جهاز مناعي قوي وعقل متقد وجسم نشيط، مما يؤثر مباشرة على تحصيله الدراسي وسلوكه الإجتماعي ونمط حياته المستقبلي.
تناولت المحاضرة عدة محاور أساسية، شملت أهمية العناصر الغذائية كالبروتينات والكربوهيدرات والدهون في دعم نمو الأطفال، ودور الفيتامينات والمعادن الدقيقة مثل الحديد والزنك وفيتامين Dفي تعزيز التركيز والذاكرة والمناعة، وتأثير العادات الغذائية الخاطئة مثل الإفراط في تناول السكريات والأطعمة المصنعة على السلوك وفرص الإصابة بالأمراض المزمنة لاحقًا، كما تطرقت المحاضرة لعدة نصائح عملية للأمهات والسادة القائمين على العملية التعليمية حول إعداد وتقديم وجبات مدرسية صحية ومتوازنة، وتوضيح العلاقة بين التغذية والصحة النفسية والسلوكية للأطفال، وهو جانب كثيرًا ما يهمل في التناول العام لموضوعات الغذاء.
كما تم خلال المحاضرة استعراض نتائج بعض الدراسات الحديثة التي تشير إلى إرتفاع معدلات السمنة وسوء التغذية بين الأطفال في سن المدرسة بمصر، ما يعكس الحاجة الملحة إلى التوعية المستمرة والتدخلات الوقائية المبكرة.
شهد اللقاء حضورًا مميزًا وتفاعلًا ملحوظًا من الحضور، حيث تم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة في نهاية العرض، وتم تبادل الآراء حول تحديات التغذية المدرسية في البيئات المختلفة، والحلول المقترحة لتحسين جودة الغذاء المقدم للأطفال.
وفي سياق تعليقه على هذه الفعالية، أكد د. أحمد عبد العزيز أن المعهد لا يكتفي بدوره البحثي والعلاجي فحسب، بل يحمل على عاتقه رسالة توعوية ومجتمعية هامة، من خلال دعم المبادرات التي تهدف إلى الوقاية والتثقيف الصحي، مشيرًا إلى أن الإستثمار في صحة الأطفال هو إستثمار في مستقبل الوطن، وأن بناء جيل منتج يبدأ من تأسيسه الصحي السليم منذ الصغر.
كما أشار سيادته إلى أن وحدة التغذية العلاجية تمثل أحد الأذرع الحيوية للمعهد في مجال التوعية والوقاية، حيث يقوم الفريق الطبي والبحثي داخل الوحدة بدور بالغ الأهمية في نقل المعرفة العلمية إلى المجتمع بأسلوب مبسط وعملي. وأكد أن المحاضرات التي تنظمها الوحدة لا تقتصر على الجوانب الأكاديمية فقط، بل تسعى إلى تغيير سلوكيات الأفراد نحو نمط حياة صحي ومستدام، بما يتماشى مع أهداف الدولة في تعزيز الوعي الصحي من أجل مجتمع أكثر إنتاجًا وأقل عبئًا على المنظومة العلاجية.
واختتمت وحدة التغذية العلاجية هذه الفعالية بالإعلان عن أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة من المحاضرات والندوات العلمية التي ستُقام بشكل دوري داخل المعهد، بهدف نشر ثقافة الغذاء الصحي، ودعم الصحة العامة بين مختلف شرائح المجتمع، انطلاقًا من رؤية المعهد الشاملة في الوقاية قبل العلاج، وتأكيدًا على دوره كشريك فاعل في بناء مجتمع أكثر وعيًا وإنتاجًا.
