د. إيهاب حافظ الباحث بمعهد "تيودور بلهارس" يشارك في تطوير تقنية عالمية لحفظ الكبد بالتبريد الفائق وتمديد زمن زراعته
شارك الدكتور إيهاب حافظ، باحث علم الأمراض بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث وعضو برنامج القادة الناشئين بالجمعية الدولية لأمراض الكلى؛ ضمن فريق دولي بقيادة جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام، في تطوير تقنية ثورية لحفظ الكبد البشري بالتبريد الفائق عند -4° مئوية، دون أن يتجمد، مما أتاح تمديد فترة حفظه خارج الجسم إلى نحو 44 ساعة مقارنة بالحد التقليدي الذي لايتجاوز 12 ساعة فقط، وذلك في إنجاز علمي يعد نقطة تحول في مجال زراعة الأعضاء، ولقد نُشر البحث بمجلة Nature Biotechnology العالمية.
وأكد حافظ أن هذه التقنية الحديثة تفتح آفاقا جديدة لتوسيع قاعدة المستفيدين من زراعة الأعضاء من خلال إتاحة وقت أطول لنقل وتحضير الأعضاء من المتبرع والمريض كما يقلل الضغط الزمني على الفرق الطبية ويسمح بمطابقة أفضل بين الأنسجة.
كما أوضح أنها تعتمد على مبدأ التبريد الفائق دون تجمد، إذ تم حفظ الكبد عند (-4) درجة مئوية باستخدام محلول متطور من المواد الحامية للخلايا، مع تقنيات دقيقة في التبريد والتدفئة والتروية الآلية.
وأضاف أنه رغم ضخامة الكبد البشري مقارنة بالكبد الحيواني الذي أجريت عليه التجارب سابقا، استطاع الفريق البحثي تجاوز عقبة تكون بلورات الثلج داخل الأنسجة؛ والتي كانت تعيق تطبيق هذا المفهوم في الأعضاء البشرية.
وأشار كذلك إلى أن الدراسة أثبتت أن الأكباد البشرية التي تم حفظها بالتبريد الفائق احتفظت بكامل حيويتها الوظيفية من حيث إنتاج العصارة الصفراوية وامتصاص الأكسجين، واستقرار الإنزيمات الكبدية وعدم حدوث تنخر أو زيادة في نسبة موت الخلايا المبرمج، كما تم اختيار ثلاثة من هذه الأكباد تحت ظروف تحاكي عملية الزرع باستخدام التروية الدموية بدرجة حرارة الجسد، وأظهرت جميعها مؤشرات مقبولة تؤهلها للاستعمال السريري في المستقبل القريب.كذلك نوه حافظ إلى دوره المحوري في المشروع من خلال تحليل وتوثيق الأنسجة الكبدية قبل وبعد الحفظ، باستخدام فحوص نسيجية دقيقة أثبتت عدم حدوث أي تلف أو زيادة في موت الخلايا؛ مما دعم مصداقية الدراسة وسلامة الكبد بعد الحفظ.
ولقد توجه أ.د./ أحمد عبد العزيز مدير معهد تيودور بلهارس بالتهنئة لـ د. إيهاب حافظ على هذا السبق العلمي الهام مؤكدا أهمية مثل هذه الأبحاث في تطوير القطاع الطبي بشكل عام و برامج زراعة الأعضاء على الأخص ، بتوفير وقت أطول للنقل والمطابقة بين المتبرعين والمرضى.
